للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ذكر المستضعفين من أصحاب رسول الله ]

- روى عن يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير أنه قال:

كان رسول الله إذا جلس في المسجد، جلس إليه المستضعفون من أصحابه: عمار بن ياسر، وخبّاب بن الأرتّ، وصهيب بن سنان، وبلال بن رباح، وأبو فكيهة، وعامر بن فهيرة وأشباههم من المسلمين. فتهزأ قريش بهم ويقول بعضهم لبعض: هؤلاء جلساؤه كما ترون، قد منّ الله عليهم من بيننا. فأنزل الله ﷿ فيهم: ﴿أَ لَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِالشّاكِرِينَ * وَ إِذا جاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآياتِنا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ﴾ (١). قال: وكانوا قوما لا عشائر لهم ولا منعة. فكانت قريش تعذّبهم في الرمضاء أنصاف النهار، ليرجعوا إلى دينهم. وفيهم نزلت:

﴿وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ما عَلَيْكَ مِنْ حِسابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَما مِنْ حِسابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظّالِمِينَ﴾ (٢).


(١) - سورة الأنعام - الآيتان:٥٣ - ٥٤.
(٢) - سورة الأنعام - الآية:٥٢.