قالوا: كان فروة بن نوفل الأشجعي اعتزل يوم النّهروان في خمسمائة - وذلك الثبت، ويقال في ألف وخمسمائة - وقال: والله ما ندري على أيّ شيء نقاتل عليّا، ومضى حتّى نزل بناحية البندنيجين والدّسكرة ثمّ أتى شهرزور (١)، فلمّا بلغه صلح الحسن وولاية معاوية وقدومه الكوفة قال لأصحابه: قد جاء من لا نشكّ في أمره ولا نرتاب بأنّ الحقّ في قتاله فقالوا: صدقت، وأقبل من شهرزور ومعاوية بالنخيلة، فعسكر بالنخيلة بالقرب منه؛ وكان الحسن بن عليّ ﵉ قد شخص يريد المدينة، فكتب إليه معاوية يدعوه إلى قتال فروة، فلحقه رسوله بالقادسيّة أو فويقها فلم يرجع، وكتب إلى معاوية: إنّي
(١) - شهرزور: كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان. معجم البلدان.