فرسان أهل الشام يأتونه من قبل عبد الملك أرسالا، يأتيه في اليوم المائة والعشرة، وأكثر من ذلك وأقل، فبعضهم يأتي على البريد، وبعضهم على الخيل العتاق المقدحة، وبعضهم على الإبل الناجية، وكانت أخبار ابن الأشعث تأتيه بنزوله مكانا مكانا وسار الحجاج بأهل الشام حتى نزل تستر الأهواز، وقدم بين يديه عبد الله بن زميت الطائي ومظهر بن حيي العكي وجعل ابن زميت من تحت يده.
[يوم دجيل وهو يوم تستر]
قالوا: وقدم عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث محمد بن أبان بن عبد الله الحارثي في ثلاثمائة فوجه إليه مظهر بن حيي العكي عبد الله بن زميت، فهزم ابن أبان وأصحابه حتي اضطرهم إلى دجيل الأهواز، فوجه مظهر مولى له يقال له منقذ إلى الحجاج بالفتح وعظم الأمر، وأخبر أنه لقي مقدمة ابن الأشعث فهزمهم وقتل أكثرهم، ولما رأى ابن الأشعث ما فعل بأصحابه جمع الناس وعبأهم، ثم قال: أعبروا إلى أصحاب الحجاج، فأقحم الناس خيولهم في دجيل حتي صاروا إلي موضع الوقعة ومظهر في سبعة آلاف من أهل الشام، وذلك في يوم ضباب لا يكاد الرجل يتبين فيه صاحبه، فحمل عليهم عطية بن عمرو العنبري فضعضعهم، ثم حمل عليهم جرير بن هاشم بن سعد بن قيس الهمداني، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم أتاهم الحريش بن هلال القريعي من خلفهم، وحمل الناس عليهم من بين أيديهم، فهزموا هزيمة قبيحة، وقتلوا قتلا ذريعا، وركب أصحاب الخيول