للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن بني أبي أحيحة]

سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية، وأمه أم كلثوم من ولد عامر لم لؤي، ويكنى أبا عثمان، ويقال أبا عمرو، وكان جواداً مبرزاً، وولاه عثمان بن عفان الكوفة فقال: ويل للأشراف مني وقال: أنما السواد بستان لقريش، فأخرجه أهلها عنها، وولاه معاوية المدينة وولاه الموسم، وفيه يقول الحطيئة (١):

سعيدٌ وما يفعل سعيدٌ فإنه … نجيبٌ فلاه في الرباطِ نجيبُ

سعيدٌ فلا يغررك قِلةُ لحمِهِ … تخددَ عنه اللحمُ وهو صليبُ

إذا غاب عَنَّا غاب عنَّا ربيعنا … ونسقي الغمامَ الغرَّ حينَ يؤوبُ

وكان سعيد آدم خفيف اللحم لا ينزع قميصه، ومات في سنة تسع وخمسين فقال فيه إبراهيم بن متمم بن نويرة.

فدىً لِسعيدٍ منْ أمير وخلةٍ … ردائي وما ضمتْ عليه الحمائلُ

أتاني ورحلي بالشربةِ (٢) أنهُ … توفي والأخبار حقٌ وباطلٌ

فأصبحتُ لا أدري أحيٌّ بغبطةٍ … فأفرحَ أم غالَتهُ ثم الغوائِل

وحدثني محمد بن الأعرابي عن المفضل الضبي أن عبيد بن الحصين الراعي لما مدح سعيداً بقصيدته التي يقول فيها:

كريمٌ تعزبُ العِلاتُ عنهُ … إذا ما حان يوماً أن يزارا (٣)


(١) ديوان الحطيئة - ط. دار صادر بيروت ص ٨٧.
(٢) الشربة: موضع بين السليلة والربذة. معجم البلدان.
(٣) ديوان الراعي النميري ط. بيروت ١٩٨٠ ص ١٤٤.