قال لوكيله: كم عندك؟ قال: ثلاثة آلاف دينار، قال: أدفعها إليه، وأعتزر من قلتها.
وكان سعيد بن العاص حين قتل أبوه العاص ببدر صغيراً فكفله عمه الحكم بن سعيد، فرآه رسول الله ﷺ معه بالمدينة أو بمكة في أيام الفتح فقال له: من هذا الصبي؟ قال: ابن أخي، فمسح رسول الله ﷺ رأسه ودعا بثوب يمانٍ مسهم فكساه أياه، فقطعت له منه جبة، فسمي كل ثوب مسهم مذ ذاك سعيدياً بسعيد بن العاص، ويقال إنه كساه جبة مسهمة مخيطة.
وقال هشام بن الكلبي: كان سعيد يوجه في كل قليلٍ إلى اليمن فيعمل له ثياب مسهمة تبركاُ بكسوة رسول الله ﷺ، فكان يلبسها ويكسوا منها ويهدي.
وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي عن ابن عياش عن رجل من آل سعيد بن العاص أن الجبة التي كانت لسعيد من كسوة النبي ﷺ لم تزل عنده حتى دفنت معه.
وحدثني المدائني عن أبي اليقظان قال: كان سعيد بن العاص أول من خش (١) الإبل - والخش أن تجعل البرة في جوف عظم الأنف، وهو الخشاش - وذلك لأنه كان يسير إلى معاوية فجذب زمام ناقته فانحزمت البرة، فألى أن لا يركب بعيراً إلا وفي يده عظم منه، فخش إبله.
المدائني عن ابن جعدبة عن أبي الزناد قال: عبد الله بن الزبير: أرسل الزبير إلى سعيد بن العاص يسأله قرض مائة ألف درهم فبعث بها