للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

-وأسره المقداد يوم بدر. فأمر رسول الله بضرب عنقه، فضرب علي بن أبي طالب عنقه صبرا بالأثيّل (١).

[أمر أبي أحيحة]

- وكان أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية يقول: دعوا محمدا ولا تعرضوا له، فإن كان ما يقول حقا، كان فينا دون غيرنا من قريش. وإن كان كاذبا، قامت قريش به دونكم. فكان النبي يمرّ به. فيقول: إنه ليكلم من السماء، حتى أتاه النضر بن الحارث. فقال له: إنه يبلغني أنك تحسن القول في محمد؛ وكيف ذلك وهو يسبّ الآلهة، ويزعم أن آباءنا في النار، ويتوّعد من لم يتبعه بالعذاب؟ فأظهر أبو أحيحة عداوة رسول الله ، و ذّمه، وعيب ما جاء به، وجعل يقول: ما سمعنا بمثل ما جاء به، لا في يهودية ولا نصرانية.

- وكان أبو أحيحة ذا شرف بمكة، وقويت أنفس المشركين حين رجع عن قوله الأول، وأتاه النضر شاكرا له على ذلك، لإعظام قريش إياه، وكان إذا اعتمّ، لم يعتم أحد بمكة بعمامة على لون عمامته إعظاما له، فكان يدعى «ذا التاج». وفيه يقول أبو قيس بن الأسلت، واسمه صيفي بن عامر بن جشم، من الأوس:

وكان أبو أحيحة قد علمتم … بمكة غير مهتضم ذميم

إذا شد العمامة ذات يوم … وقام إلى المجالس والخصوم

فقد حرمت على من كان يمشي … بمكة غير ذي دنف سقيم

وبيتكم رفيع في قريش … منيف في الحديث وفي القديم


(١) - موضع قرب المدينة بين بدر ووادي الصفراء. معجم البلدان.