للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمر صفين]

قالوا: كان جرير بن عبد الله البجلي بهمذان، فلما قدم علي الكوفة عزله عنها ووجهه إلى معاوية يدعوه إلى طاعته، وأن يسلم له الأمر، ويدخل معه فيما دخل فيه أهل الحرمين والمصرين وغيرهم، فأتى جرير معاوية، ودعاه إلى ما أمره عليّ بدعائه إليه، فانتظر معاوية قدوم شرحبيل بن السمط الكندي عليه فقال له جرير: إني قد رأيتك توقفت بين الحق والباطل وقوف رجل ينتظر رأي غيره.

وقدم شرحبيل فقال له معاوية: هذا جرير يدعونا إلى بيعة عليّ. فقام شرحبيل فقال: أنت عامل أمير المؤمنين عثمان، وابن عمّه وأولى الناس بالطلب بدمه وقتل من قتله. ولم ير جرير عند معاوية انقيادا. له ولا مقاربة لذلك، فانصرف يائسا منه.

فلما قدم جرير على علي رضي الله تعالى عنهما أسمعه مالك بن الحارث - الأشتر - وقال: أنا أعرف غدراتك وغشّك، وأن عثمان اشترى منك دينك بولاية همدان فخرج جرير فلحق بقرقيسيا (١)، ولحق به قوم من قومه من


(١) - هي البصيرة (البوسرايا) في سورية حاليا حيث يلتقي الخابور بالفرات.