[خبر عبيد الله بن زياد بعد موت يزيد بن معاوية ومقتل مسعود بن عمر]
قال هشام ابن الكلبي في إسناده: أتى عبيد الله بن زياد خبرُ وفاة يزيد بن معاوية وهو بالبصرة، وخليفته على الكوفة عمرو بن حُريث المخزومي، فقال لأهل البصرة: إن شئتم فبايعوني بالإمرة حتى تنظروا ما يصنع الناس وتروا رأي من رواءكم، فبايعه أهل البصرة على ذلك، ووجّه عبيد الله من البصرة عامر بن مسمع من بني قيس بن ثعلبة وسعد بن القرحاء ليعلما أهل الكوفة ما كان من أهل البصرة ويسألاهم البيعة لابن زياد على الإمرة حتى يصطلح الناس على إمام، فجمع عمرو بن حريث الناس وعرض ذلك عليهم، وأمر عامر بن مسمع أن يتكلم فتكلم ودعاهم إلى البيعة لعبيد الله وقال: إنما الكوفة والبصرة شيء واحد فليكن أمرنا وأمركم مجتمعاً، وقام سعد بن القرحاء فقال نحواً من ذلك، فقام يزيد بن الحارث بن رُويم الشيباني فحصبهما، ثم حصبهما الناس وقالوا: أنحن نبايع لابن مرجانة! لا ولا كرامةً، فشرُف بذلك يزيد بالمصر وارتفع، فرجع الرجلان إلى البصرة فأخبرا الناس الخبر فقال أهل البصرة: أيخلعه أهل الكوفة ونبايعه نحن؟