كان يقال لإياد «الطبق» لإطباقهم بالشرّ والعرام على الناس. وكانت طائفة منهم بناحية البحرين. فخرجت عبد القيس، ومعهم بنو شنّ بن أفصى بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة، تطلب المتسع حتى بلغوا هجر وأرض البحرين. فرأوا بلدا استحسنوه ورضوه. فضاموا من به من إياد والأزد، وشدّوا خيلهم بالنخل. فقالت إياد: عرف النخل أهله. فذهبت مثلا. واجتمعت عبد القيس والأزد على إياد، فأخرجوا عن الدار فأتت العراق. وكانت بنو شنّ أشدهم عليهم. فقال الشاعر:
وافق شنّ طبقه … وافقه فاعتنقه
[وفاة نزار]
- وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن معاوية بن عميرة الكندي، عن ابن عباس:
لما حضرت نزارا الوفاة أوصى بنيه - وهم: مضر، وربيعة، وإياد، وأنمار - بأن يتناصفوا. فقال: قبّتى الحمراء، وكانت من أدم، لمضر فقيل مضر الحمراء. وهذا الخباء الأسود وفرسي الأدهم لربيعة. فسمي ربيعة الفرس. وهذه الجارية لإياد. وكانت شمطاء، فقيل إياد الشمطاء والبرقاء. وهذا الحمار لأنمار. فقيل أنمار الحمار. وفيه يقول الشاعر:
نزار كان أعلم إذ تولّى … لأيّ بنيه أوصى بالحمار
قال ابن الكلبي: واختلف بنو نزار في قسمة ما ترك أبوهم.
فشخصوا إلى الأفعى بن الحصين، وهو بنجران. فبيناهم يسيرون إذ رأى مضر كلأ مرعيا، فقال: لقد رعاه بعير أعور. قال ربيعة: وهو أيضا أزور. وقال إياد: وهو أيضا أبتر. وقال أنمار: وهو أيضا شرود. فلم