للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبي النجود عن زر بن حبيش قال: رأيت عمر رضي الله تعالى عنه خرج مخرجا لأهل المدينة فكان آدم طويلا أعسر يسرّ أصلع متلببا برداء قطري يمشي حافيا مشرفا على الناس كأنه راكب على دابة، وهو يقول: يا عباد الله هاجروا ولا تهجروا واتقوا الأرنب أن يحذفها أحدكم بالعصا، أو يرميها بالحجر ثم يأكلها، ولكن ليذل لكم الأسل (١) والنبل، قال: يقول كونوا مهاجرين خلصاء ولا تكونوا متشبهين بهم (٢).

وقال الواقدي: لا نعرف عندنا أن عمر كان آدم إلا أن يكون رآه عام الرمادة، فانه كان قد تغير لونه حين أكل الزيت واغتم وجاع.

وقال الواقدي: وحدثنا عمر بن عمران بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر رجلا أبيض أمهق، تعلوه حمرة، طوالا أصلع.

حدثني محمد بن سعد عن الواقدي عن حزام بن هشام عن أبيه قال:

ما رأيت عمر مع قوم قط إلا رأيت أنه فوقهم.

حدثني محمد بن سعد، ثنا سليمان بن حرب، ثنا أبو هلال قال:

سمعت أبا التياح يحدث في مجلس الحسن قال: لقي رجل راعيا فقال له: أشعرت أن ذلك الرجل الأعسر اليسر - يعني عمر - قد أسلم؟ فقال:

الذي يصارع في سوق عكاظ؟ قال: نعم، قال: والله ليوسعنّهم خيرا أو شرا.

حدثني عبيد الله بن معاذ بن معاذ حدثني أبي عن شعبة عن سماك بن


(١) الأسل: نبات له أغصان كثيرة بلا ورق، والأسل الرماح. اللسان.
(٢) طبقات ابن سعد ج ٣ ص ٣٢٠ - ٣٢٣.