حدثني عبد الله بن صالح ومسلم بن عبد الله بن مالك الكاتب وغيرهما فسقت حديثهم، قالوا: أحرم المنصور في سنة أربعين ومائة من الحيرة، وحج بالناس، ثم أتى المدينة ومضى إلى بيت المقدس زائرا له، ثم انصرف منه في سنة إحدى وأربعين ومائة إلى الرقة، فأتي بمنصور بن جعونة العامري فقتله، ثم قدم إلى المدينة الهاشمية بالكوفة. وتوجه في سنة اثنتين وأربعين ومائة إلى البصرة فولى عمر بن حفص السند، ودعا بعمرو بن عبيد مولى بني تميم فوصله فلم يقبل صلته، فقال له: بلغني أن محمد بن عبد الله بن حسن كتب إليك يدعوك إلى طاعته فأجبته، وكان محمد مستخفيا يبثّ دعاته، فقال: يا أمير المؤمنين والله لو قلدتني الأمة اختيار إمام لها ما وجدته، فكيف أجيب محمدا وأبايعه، لقد كتب إلي فما أجبته، فقال: صدقت يا أبا عثمان وبررت، فلما ولّى قال: من مثلك يا عمرو.
وحدثني عباس بن هشام عن أبيه قال: قدم المهدي من خراسان فبنى بامرأته ريطة بنت أبي العباس بالحيرة في شهر رمضان سنة أربع وأربعين