قالوا: قوي أمر أبي مسلم بخراسان وعلا شأنه وضعف أمر نصر بن سيار والي خراسان فيها، فكتب إلى مروان بشعر وهو:
أرى خلل الرماد وميض جمر … خليقا أن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تذكى … وإن الحرب يقدمها الكلام
فقلت من التعجّب ليت شعري … أأيقاظ أمية أم نيام
فكتب إليه مروان: الشاهد يرى ما لا يرى الغائب فاحسم الثؤلول قبلك. فلما قرأ نص الكتاب قال: أمّا هو فقد أعلمنا أنه لا نصر عنده. وكتب إلى يزيد بن عمر بن هبيرة، عامل مروان على العراق: أنشدك الله أن تضيع خراسان وكان يزيد حسودا فكره أن يذهب نصر بسمعتها ولم يبل كيف وقع الأمر.
وكتب إليه نصر: أمدني بألف عمامة شامية، ووجه إلي في كل يوم رجلا أو رجلين ليرى أهل خراسان أن لي مددا، فلم يفعل، وكان يستخف بكتبه إذا كتب، فقال نصر: والله إني لأهمّ أن أكتب إليه: من نصر بن سيار الكناني إلى يزيد بن عمر الفزاري. وكتب إليه: