للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ذاكم سوادة يبدي مقلتي لحم … صقر يصرصر فوق المرقب العالي

ألا تكن لك بالديرين باكية … فربّ باكية بالرمل معوال

فارقته حين كف الدهر من بصري … وصرت مثل عظام الرمّة البالي (١)

[قال: وكان تيحان بن جرير ناقص اليدين،]

ولم يكن بشيء، وكان زكرياء بن جرير صالحا في دينه، قال: وكان جرير يحب ابنه موسى وفيه يقول:

أحبّ الموقدين إليّ موسى … وجعدة لو يضيء لنا الوقود (٢)

وكان عكرمة بن جرير شاعرا.

وقال أبو اليقظان: كان بلال بن جرير أفضل ولده وأشعرهم، وولي صدقة بني حنظلة، وكان يكنى أبا زافر، ورأى في منامه كأنه قطعت من يده أربع أصابع، فقاتل بني ضبة فقتلوا له أربعة بنين، فقال بلال بن جرير:

صبرت كليب للسيوف ومالك … يوم الصريف (٣) وفرّت الأحمال

يعني مالك بن زيد مناة بن تميم، والأحمال من بني العدوية.

لله أربعة مضوا في ربضة … إذ غالهم من حينهم مغتال

ونزل بلال بحماد بن جندل المنقري، فلم يحسن قراه فقال بلال:

نزلنا بحماد فهرّت كلابه … علينا وكدنا بين بابيه نؤكل

تناومت نصف الليل ثم أتيتنا … بقعبين من صبح وما كدت تفعل

وقد قال فيه نازل كان قبلنا … إذا اليوم من يوم القيامة اطول

وقتلت بنو حنيفة حمادا في حرب.


(١) ديوان جرير ص ٣٤٥ مع فوارق.
(٢) ديوان جرير ص ١١٦ مع فوارق.
(٣) الصريف: موضع من النباج على عشرة أميال، وهو بلد لبني أسيد بن عمرو بن تميم، معترض للطريق مرتفع به نخل. معجم البلدان.