قالوا: فارق عبد الرحمن بن بحدج نجدة ناقما عليه، فأتى فارس فقال الأعلم - وهو نعمان بن عبادة بن فياض بن شراحيل النكري من عبد القيس - لعمر بن عبيد الله بن معمر، وهو على فارس: إن دخول هؤلاء بلدا أنت فيه وهن، فندب ابن معمر قوما مع النعمان ووجهه إلى ابن بحدج، فصير النعمان على مقدمته أبا المنازل، وسار الأعلم، وكتب إلى عمر بن عبيد الله:
فلا أعرفنكم بعد ما تقرع العصا … ترومون أمرا منكم متفاقما
فلما قرأ عمر البيت قال: أما النعمان فلا يرجع حتى يظفر أو يموت.
قالوا: وأصاب النعمان كسر في فخذه فأبطأ في السير، وتقدم أبو المنازل فلقي الخوارج فقاتلهم وصبروا جميعا، ثمّ تحاجزوا وانحاز الخوارج، ولزموا الطريق، فلقوا النعمان بذي القاف، فقاتلهم النعمان، فانكشف أصحابه وصبر فحمل عليه حسان بن بحدج فضربه فلم يصنع شيئا، وعانقه النعمان فصارا إلى الأرض، فضغطه النعمان إلى الأرض بصلبه حتى قتله النعمان، وحمل عبد الرحمن بن بن بحدج على النعمان فقتل كل واحد منهما صاحبه