للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان من رجال بني تميم في الجاهلية، قال الفرزدق:

وناجية الذي كانت تميم … تعيش برأيه أنّى أشارا (١)

ومنهم عقال بن شبه بن عقال بن صعصعة بن ناجية الخطيب في أيام هشام بن عبد الملك، وعاش إلى زمن أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور، وهو القائل وتكلم عند سليمان بن علي بالبصرة:

ألا ليت أم الجهم في حيرة لما … ترى حيث قمنا بالعراق مقامي

عشية بذ الناس جهري ومنطقي … وبذّ كلام الناطقين كلامي

وولده خطباء.

وكان صعصعة بن ناجية (٢)

وفد على النبي فأسلم، وهو الذي منع الوئيدة، وكان من خبره أنه أضل ناقتين له، فخرج في طلبهما ليلا، ورفعت له نار فقصدها فجعلت كأنها تبعد عنه كلما سار، فقال: لئن بلغتها الليلة لا يسألني أحد تنفيس كربة إلاّ سارعت إليها. فسار حتى بلغها فوجد عندها صرما، وإذا رجل من بني الهجيم بن عمرو بن تميم فوقف عنده فسلم فقال: من أنت؟ قال: صعصعة بن ناجية بن عقال. قال: مرحبا بسيدنا وابن سيدنا، انزل ما حاجتك؟ قال: أضللت ناقتين لي مذ الليلة، قال: هما تانك. قال: فما بالي أسمع ضجيج النساء وأرى نارك مذ الليلة لا تطفأ. قال: عندهنّ ما خض لنا تريد أن تضع، قال: فبينا هو كذلك إذ قلن قد جاء قد جاء، يعنين الولد. فصاح بهن الشيخ فقال: والله لئن كان غلاما فما أدري ما أصنع، وإن كانت جارية فلا أسمع لها صوتا ادققن عنقها


(١) ديوان الفرزدق ج ١ ص ٣٥٦.
(٢) بهامش الأصل: صعصعة بن ناجية .