للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المغيرة بن شعبة أبا الرّواع الهمدانيّ ثمّ الشاكري، وعمرو بن محرز بن شهاب المنقري في ألف وثلاثمائة، فقتل معاذ وأصحابه بجوخى، وقال معاذ حين دهمه الناس: إنّا لقليل عددنا ولكنّا نجاهد عدوّنا فنقتل منهم من قتلنا ثم نستشهد.

أمر سهم بن غالب الهجيمي والخطيم وعياذ بن حصن (١):

قالوا: خرج على عبد الله بن عامر بالبصرة سهم بن غالب الهجيمي في أيّام معاوية، وكان سهم من المستبصرين في رأيه، وهو أوّل من سمّى أهل القبلة بالكفر، ولم تكن الخوارج قبله تقطع بالشهادة في الكفر والإيمان، وكان خروجه في سنة أربع وأربعين في سبعين رجلا فيهم الخطيم الباهلي، وهو يزيد بن مالك أحد بني وائل، وإنّما سمّي الخطيم لضربة ضربها على وجهه، فنزلوا بين الجسرين بالبصرة، فصلّى بهم سهم الغداة، ومرّ بهم عبادة بن قرص الليثي ومعه ابنه وابن أخته فأنكروهم فقالوا: من أنتم؟ فقالوا: قوم مسلمون، قالوا: كذبتم، فقال عبادة: سبحان الله اقبلوا ما قبل النبيّ منّي، قالوا: وما قبل منك؟ قال: كذّبته وقاتلته ثمّ أتيته فقلت: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّك رسول الله فقبل ذلك، قالوا: أنت كافر، وقتلوه وقتلوا ابنه وابن أخته، فخرج إليهم ابن عامر بنفسه، فقاتلهم فقتل منهم عدّة، وانحازت بقيّتهم إلى أجمة، وفيهم سهم والخطيم، فعرض عليهم ابن عامر الأمان فقبلوه فآمنهم فرجعوا، وكتب إليه معاوية


(١) - هو عباد بن حصين في تاريخ خليفة - ط. دمشق ٩٦٧ ج ١ ص ٢٦٤.