قالوا: بعث معاوية يزيد بن شجرة الرهاوي، من مذحج إلى مكة لإقامة الحج، وكان على الموسم من قبل علي قثم بن العباس بن عبد المطلب وكان يزيد بن شجرة متألها متوقيا، فلما أمره معاوية بالمسير؛ قال له: إن كان لا يرضيك إلا الغشم، وإخافة البريء فابعث غيري فقال له معاوية:
سر راشدا؛ فقد رضيت رأيك. وكان عثمانيا ممن شهد صفين مع معاوية.
فمضى وكتم أمره، فأتى وادي القرى، ثم الجحفة، ثم قدم مكة؛ في غرة من ذي حجة فأراد قثم بن العباس التنحي عن مكة، إذ لم يكن في منعة وكان أبو سعيد الخدري حاجّا، وكان له ودّا، فأشار عليه أن لا يفعل، وبلغه أن معقل بن قيس الرياحي موافيه في جمع بعث بهم علي حين بلغه فصول ابن شجرة من الشام.
فأقام وأمر ابن شجرة مناديه فنادى في الناس بالأمان، وقال: إني لم آت لقتال وإنما أصلي بالناس، فإن شئتم فعلت ذلك، وإلا فاختاروا من يقيم لكم الحج، والله ما مع قثم منعة، ولو أشاء أن آخذه لأخذته، ولكني