لا أفعل، ولا أصلي معه، وأتى أبا سعيد فقال له: إن رأيت والي مكة كره ما جئنا له ونحن للصلاة معه كارهون، فإن شاء اعتزل الصلاة وأعتزلها، وتركنا أهل مكة يختارون من أحبّوا. فاصطلحوا على شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري، فقال أبو سعيد: ما رأيت في أهل الشام مثل هذا؟ وهب إلينا قبل أن نطلب إليه.
وقدم معقل يريد يزيد بن شجرة؛ فلقي أخريات أصحابه بوادي القرى فأسر منهم ولم يقتل، ثم صار إلى دومة الجندل وانصرف إلى الكوفة.
حدثني عباس بن هشام الكلبي، [عن أبيه] عن أبي مخنف في إسناده قال: لما بلغ عليا توجيه معاوية يزيد بن شجرة، دعا معقل بن قيس الرياحي فقال: إني أريد أن أرسلك إلى مكة لترد عنها قوما من أهل الشام قد وجه إليها. فقال: أنا لهم فعقد اللواء واستنفر علي الناس معه، فخطب فقال:«الحمد لله الذي لا يعز من غالبه، ولا يفلح من كايده، إنه بلغني أن خيلا وجهت نحو مكة؛ فيها رجل؛ قد سمي لي، فانتدبوا إليها رحمكم الله مع معقل بن قيس، واحتسبوا في جهادكم والانتداب معه أعظم الأجر، وصالح الذخر».
فسكتوا فقام معقل فقال: أيها الناس انتدبوا فإنما هي أيام قلائل حتى ترجعوا إن شاء الله، فإني أرجو أن لو قد سمعوا بنفيركم إليهم تفرقوا تفرق معزى الغزر (١) فو الله إن الجهاد في سبيل الله خير من المقام تحت سقوف البيوت، والتضجيع خلف أعجاز النساء.
فقام الرباب بن صبرة بن هوذة الحنفي فقال: أنا أول منتدب.