ويكنى أبا محمد، وبينه وبين أخيه عبد الله بن عباس في السن سنة أو سنة وأشهر، فكان جوادا، دعاه عبد الله بن عباس إلى أن يقاسمه دارا كانت بينهما فمدّ القاسم الحبل بينهما فقال عبد الله: أملت الحبل عليّ، فقال عبيد الله: أقم الحبل لأخي، فأقامه، فقال له: هل لك أن أنحيّه شبرا؟ قال: نعم؛ فنحّاه ثم قال: هل لك ان أنحيّه ذراعا؟ قال: نعم؛ قال:
هل لك أن أرفعه؟ قال: نعم: فرفعه ووهب له حصتّه من الدار.
قالوا: وكان عبد الله يوسع الناس علما، وكان عبيد الله يوسعهم طعاما، فدخل أعرابي يوما دار العباس فرأى عبد الله في ناحية منها يفتي الناس ويعلّمهم ويسألونه عن القرآن فيفسّره لهم، ورأى عبيد الله في ناحية أخرى يطعم الناس، فقال: من أراد الدنيا والآخرة فليأت دار ابني العباس، هذا يفسّر القرآن، وهذا يطعم الطعام.
وحدثني علي بن محمد النوفلي عن أبيه عن مشايخه قال: كانت بين الزبير بن العوام وبين عبد الله بن جعفر ضيعة بالقرب من المدينة، فلما قتل