يردن: نحن بنات الكوكب، لرفعته، وأنه لا ينال. ويقال إن رملة بنت طارق، وأم حكيم بنت طارق قالتا ذلك، وقال النساء معهما. وكان النبي ﷺ إذا سمع قولهن هذا، قال: اللهم إني بك أحول وأصول، وفيك أقاتل، حسبى الله ونعم الوكيل. قالوا: ورأت عائشة بنات طارق بن المرقع، من كنانة، فقالت: كذب الذي قال «إنّ الخيل أحسن من النساء».
- واستحرّ القتل في أصحاب لواء المشركين. ورأى النساء برجالهن أمرا عظيما، حتى ولولن، وتركن ما كن فيه. فانهزم المشركون، حتى انهزمت هند بنت عتبة وصواحبها متحيرات ما دونهن دافع ولا مانع، وحتى لو يشاء المسلمون لأخذوهن. ودخل المسلمون عسكر المشركين، فأقبلوا يغنمون وينّهبون مكبّين على ذلك، ورسول الله ﷺ يدعوهم إلى اتباع القوم ويقول: إن الغنائم لكم. وأخلّ الرّماة، وهم خمسون ويقال أربعون، بمكانهم وأقبلوا ينتهبون. فقال لهم ابن جبير صاحبهم: ما هذا؟ فقال قائلهم: إنما أمر رسول الله ﷺ بالوقوف ما دامت الحرب. وتركوا الجبل.
(١) - طارق: كوكب الصبح، وأرادت إن أبانا في الشرف كالنجم المضيء، أو أنها من المخدرات اللاتي لا يبرزن إلا ليلا كالنجم. القاموس.