للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني أبو مسعود الكوفي قال: كان عبد الله بن حسن يقول لابنه:

إياك ومعاداة الرجال فإنك لن تعدم فيها مكر حليم أو مباداة جاهل.

وكان عبد الله يرشح ابنيه محمدا وابراهيم للخلافة من قبل أن يستخلف أمير المؤمنين أبو العباس. ويسميّ محمدا ابنه المهدي والنفس الذكية.

ويروي ذلك له المغيرة مولى بجيلة الذي ينتسب إليه المغيرية، وبيان التبان وكانا يكفّران أصحاب محمد بن علي بن الحسين. فقال أبو هريرة العجلي - وكان أبو هريرة من شيعة محمد بن علي بن الحسين-:

أبا جعفر أنت الإمام نحبه … ونرضى الذي يرضى به ونبايع

أتتنا رجال يحملون عليكم … أحاديث قد ضاقت بهن الأضالع

أحاديث أفشاها المغيرة عنكم … وشرّ الأمور المحدثات البدائع

وكان بيان خرج على خالد بن عبد الله القسري داعيا لمحمد بن عبد الله بن الحسن، وخالد على العراق فأدهشه خروجه، فقال: أطعموني ماء. ووجه إليه الخيل فأخذ بيان وأتي به خالدا فقتله وصلبه.

ثم خرج المغيرة عليه بعد بيان فأخذه فقتله وصلبه بحيال بيان فقال الشاعر لخالد:

وقلت لما أصابك أطعموني … شرابا ثم بلت على السرير

إذا ذكر الكرام بيوم خير … فأير في حرامّك من أمير

وقد قيل أيضا أن المغيرة استخفى بعد قتل بيان، فدلّ خالد عليه فأخذه وصلبه فقال الشاعر:

طار التجاور من بيان واقفا … ومن المغيرة عند جسر العاشر