رأيت المنايا باديات وعوّدا … إلى دارنا سهلا إلينا طريقها
لنا نبعة كانت تقينا فروعها … فقد قلعت إلا قليلا عروقها
وأحرق ذرّاع أخوه مع ابن الحضرمي يوم دار سنبيل بالبصرة، وقد ذكرنا خبر هذه الدار، وكان عطية يكنى أبا الخثماء، وكان شريفا وفيه يقول جرير بن عطية:
إنّ الجواد على المواطن كلها … وابن الجواد عطية بن جعال
يهب النجائب لا يمل عطاءه … والمقربات كأنهنّ سعالي (١)
وكان عطية يهاجي حارثة بن بدر، فغلب عطية حارثة.
[ومن بني غدانة: لعكمص،]
وكان شاعرا يهاجي حارثة بن بدر، وكان بنو سليط يروون شعرا لعكمص، فقال حارثة يهجوهم:
أراوية عليّ بنو سليط … هجاء الناس يال بني سليط
فما لحمي فتأكله سليط … شبيه بالذكيّ ولا العبيط
وللعكمص مسجد بالبصرة في بني غدانة، ولا عقب له.
ومنهم: حارثة وذرّاع ابنا بدر بن حصين بن قطن بن مالك بن
غدانة،
وكان حارثة شاعرا، وكان صديقا لزياد، فرآه يوما وبوجهه أثر فقال له: يا أبا العنبس ما هذا الأثر بوجهك؟ قال: ركبت فرسي الكميت فاعترم بي فسقطت عنه، فقال: أما لو ركبت الأشهب لسبلت، يعني الماء. وكان حارثة يسامر زيادا ويحدثه فكان زياد يقول: حارثة جليسي مذ كذا ما أسقط عندي سقطة، ولا رأيت منه زلة، ولا ذكر أحدا بسوء،