قالوا: فلما كتبت القضية خرج بها الأشعث ليقرأها على الناس فمر بها على طائفة من بني تميم فيهم عروة بن أدية - وهي أمّه وأبوه حدير أحد بني ربيعة بن حنظلة - وهو أخو مرداس بن أدية - وأدية محاربية - فقال عروة:
أتحكّمون في أمر الله الرجال؟ أشرط أوثق من كتاب الله وشرطه، أكنتم في شكّ حين قاتلتم؟ لا حكم إلا الله - وهو أول من حكم - ثم اعترض للأشعث - وهو على بغلة له - ففاته، فضرب بسيفه عجز البغلة، ويقال:
إن أول من حكم يزيد بن عاصم المحاربي، وقال البرك الصريمي - من بني تميم، ثم من بني مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد مناة-:
أتريدون حكما أقرب عهدا. نحكم في أطراف الأسنة، ثم شدّ عروة بسيفه فضرب عجز دابة الأشعث بن قيس، فغضب للأشعث قومه، فمشى إليه الأحنف بن قيس، وجارية بن قدامة، ومعقل بن قيس، ومسعر بن فدكي العنبري، وشبث بن ربعي في جماعة من بني تميم، واعتذروا إليه، فرضي وصفح، وكان سيف عروة أول سيف شهر في التحكيم.
وقيل لعلي: إن الأشتر لم يرض بالصحيفة، ولم ير إلا قتال القوم، فقال: ولا أنا والله رضيت ولن يصلح الرجوع بعد الكتاب.
المدائني، عن عيسى بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق، عن علقمة بن قيس قال: قلت لعلي: أتقاضي معاوية على أن يحكم حكمان؟ فقال: ما أصنع أنا مضطهد.
المدائني عن سليمان بن داود بن الحصين، عن أبيه قال: قيل لابن عباس: ما دعا عليا إلى الحكمين؟ فقال: إن أهل العراق ملّوا السيف وجزعوا منه جزعا لم يجزعه أهل الشام، واختلفوا بينهم، فخاف عليّ لمّا رأى