من وهنهم أن ينكشفوا ويتفرقوا عنه، فمال إلى القضية، مع أنه أخذ بكتاب الله حين أمر بالحكمين في الصيد والشقاق ولو كان معه من يصبر على السيف لكان الفتح قريبا.
وقال أبو مخنف: كان الكتاب يوم الجمعة في صفر، والأجل لشهر رمضان على رأس ثمانية أشهر إلى أن يلتقي الحكمان.
ثم إن الناس دفنوا قتلاهم، وأطلق علي ومعاوية من كان في أيديهما من الأسرى وارتحلوا بعد يومين من القضية، فسلك علي طريقه التي بدا فيها؛ حتى أتى هيت وصندودا، وصار إلى الكوفة في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين.
حدثني علي بن المغيرة، الأثرم، حدثنا أبو عبيدة، عن أبي عمرو بن العلاء، قال: كتبت القضية بين علي ومعاوية يوم الجمعة لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر سنة سبع وثلاثين، فأتى رجل من بني يشكر عليا فقال:
يا علي ارتددت بعد إيمان، وشككت بعد يقين، اللهم إني أبرأ إليك من صحيفتهم وما فيها. فطعن رجلا من أصحاب علي فقتله، وشدّ عليه رجل من همدان فقتله فقال بعض شعرائهم:
ما كان أغنى اليشكري عن التي … يصلى بها حرّا من النار حاميا
عشية يدعو والرماح تنوشه … خلعت عليا باديا ومعاويا
حدثني بكر بن الهيثم، عن أبي نعيم، عن الحسن بن صالح، عن عبد الله بن حسن قال: قال علي للحكمين: أو تحكما بما في كتاب الله لي، وإلا تحكما بما في كتاب الله فلا حكم لكما.
حدثني عبد الله بن صالح بن مسلم، حدثنا ابن كناسة الأسدي عن