للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكم، وولي الأهواز، وكان على بني حنظلة في فتنة ابن سهيل بالبصرة، وله عقب بالبصرة، وقد ذكرنا فتنة ابن سهيل بالبصرة ولا عقب له.

[ومنهم: الحارث بن بيبة بن قرط بن سفيان بن مجاشع،]

وكان شريفا وكان من أرداف الملوك، قال الفرزدق:

أحنظل ما حقا سبابي مقاعسا … بأبناء أرداف الملوك الخضارم

ولكن نصفا لو سببت وسبّني … بنو عبد شمس من مناف وهاشم

أولئك أكفائي فجيئوا بمثلهم … وأكره أن أهجوا عبيدا بدارم (١)

وكان الصمّة أبو دريد بن الصمة جارا للحارث، فلم يحمد جواره فقال:

أذمّ العاصمين وإنّ جاري … من الجيران لا يوفى بزيد

يعني عاصما وأزنم ابني عبيد بن ثعلبة بن يربوع، وكان الصمة أغار على بني مالك بن حنظلة يوم عاقل فهزم جيشه وأسره جعد بن شماخ، أحد بني صديّ بن مالك بن حنظلة من بني العدوية.

وقال ابن الكلبي: هو الجعد بن عامر بن مالك بن ثعلبة بن الصدي، ثم إن جعدا جزّ ناصية الصمة، ومنّ عليه فأطلقه فقال له: لك عندي ثواب فأتاه يستثيبه فقدّمه الصمة فضرب عنقه، وقال: أسأت جواري، ثم إن الصمة أتى عكاظ بعد ما شاء الله، وحرب بن أمية بعكاظ يطعم الناس، فدخل وثعلبة بن الحارث بن حصبة بن أزنم بن عبيد اليربوعي عليه، فأكلا، وقدّم إليهما تمر فجعل الصمة يأكل ويلقي النوى بين يدي ثعلبة، فلما فرغا قال ثعلبة للصمة: إنه لا نوى بين يديك أفكنت


(١) ديوان الفرزدق ج ٢ ص ٣٠٠ مع فوارق كبيرة.