للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأما سليمان بن علي]

ويكنى أبا أيوب، فإنه كان مقدّما عند أبي العباس وأبي جعفر، وولي البصرة وكور دجلة والأهواز والبحرين وعمان للمنصور بعد أبي العباس، وكان كريما جوادا مرّ برجل قد حمل عشر ديات، فهو يسأل فيها فأمر له بها كلها، وسمع وهو في سطح له نسوة كنّ يغزلن في سطح لهنّ بقربه يقلن ليت الأمير اطلع علينا فأغنانا، فقام فجعل يدور في قصره فجمع حليا من ذهب وفضة وجوهر وصير ذلك في منديل، ثم أمر فالقي إليهن فماتت إحداهن فرحا، ويقال إنه أخبر بقول النسوة ففعل ذلك.

وكانت له بالبصرة آثار جميلة، كان الناس بها يستعذبون الماء من الأبلة حتى قدم سليمان بن علي فاتخذ المغيثة وضرب مسناتها على البطيحة وسكّر القندل (١) فعذب ماء أهل البصرة، وأنفق على المغيثة ألف ألف درهم حتى استخرجها من بطن البطيحة، وبنى مساجد كثيرة فقال الشاعر:


(١) - القندل: من أخوار دجلة.