كم من يتيم ومسكين وأرملة … جبرته بعد فقر يا سليمان
ومسجد خرب لله تعمره … فيه كهول وأشياخ وشبّان
واحتفر الحوض الذي في رحبة بني هاشم، واتخذ منارا بين البصرة ومكة، فقال الراجز:
إن الأمير قد بنى المنارا … واضحة يهدي بها السفارا
وجرى وادي العقيق بالبصرة فأخرب دورا من دور العتيك، فدفع إلى جرير بن حازم مائة ألف درهم، فعمر بها ما خرب من دورهم.
وكتب عبد الله بن حسن بن حسن بن علي إلى سليمان يستميحه، فأرسل إليه بألف دينار وأمر كاتبه غسّان بن عبد الحميد أن يكتب إليه فيعلمه أنّ البقيا عليه وعلى نفسه منعته من أن يزيده.
وقال سفيان بن عيينة: كلّم سليمان في أهل عسقلان فأمر لهم بثلاثين ألفا، فيقال إنه سليمان بن علي ويقال إنه سليمان بن عبد الملك.
وقدم سليمان بن علي واليا على البصرة والحجاج بن أرطاة يلي قضاءها فعزله، وولّى عباد بن منصور، ثم عزله وولّى سوّار بن عبد الله فاستعفى فأعفاه وأعاد عبادا وفيه يقول الشاعر:
ألا أيها القاضي … الذي الجور له عاده
أعادوك لكي تقضي … لمعروف بحمّاده
وكان سليمان أول من قدّم الصّلاة قبل الخطبة في العيد من عمّال أبي العباس فضجّ الناس وقالوا: ذهبت السنّة.
قالوا: وكان سليمان حليما رفيقا لم يعرض لمن كان بالبصرة من بني أميّة فلم يسلموا في بلد سلامتهم بالبصرة، وكتب أبو العباس إلى سليمان بن