على رؤوس الناس طائعين غير مكرهين، قال: وجعل مروان كلّما نظر إلى الوليد أشار إليه أن اضرب أعناقهم، قال: فخلّى الوليد عنهم، فخرجوا فقال مروان: والله لا يصبح وبها منهم أحد، فلما أتى كلّ واحد منهم منزله دعا براحلته ثم رمى بها الطريق إلى مكة وأصبح الوليد فلم يجد منهم أحدا.
وحدثنا أحمد بن إبراهيم، وأبو خيثمة قالا: حدثنا وهب بن جرير عن ابن جعدبة عن صالح بن كيسان قال: مات معاوية والوليد أمير على مكة والمدينة، وكان على مكة من قبله لأمّه عبد الرحمن بن نبيه، فكتب إليه يزيد يأمره أن يأخذ بيعة حسين بن عليّ وعبد الله بن الزبير، فاستضعفه في ذلك فعزله، وامّر عمرو بن سعيد الأشدق على المدينة ومكة، وأمره أن يبعث إليه بابن الزبير في جامعة ولا يؤخّره، وبعث في ذلك النعمان بن بشير، وابن مسعدة الغفاري، وابن عضاه الأشعري، وبعث معهم بجامعة من فضة لتبرّ يمينه، فلما قدموا قال قائل وهو يسمع ابن الزبير ذلك:
خذها فليست للعزيز بسبّة … فيها مقال لامرئ متذلّل
فأبى أن يخرج معهم وقال: قولوا ليزيد يجعل يمينه هذه من أيمانه التي يجب عليه أن يكّفرها.
[أمر عمرو بن الزبير بن العوام ومقتله]
قال الواقدي في روايته: لما قدمت رسل يزيد عليه وليس ابن الزبير معهم وأعلموه ما يقول، كتب إلى عمرو بن سعيد الأشدق يأمره أن يوجّه إلى عبد الله بن الزبير جيشا من أهل العطاء والديوان لمحاربته ويولّي أمرهم رجلا حازما مناصحا، وكان عمرو بن الزبير - وأمه أمة بنت خالد بن