للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وحدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا وهب بن جرير بن حازم عن أبيه عن محمد بن الزبير الحنظلي حدثني زريق مولى معاوية قال: لما هلك معاوية بعثني يزيد إلى الوليد بن عتبة، ولم يكن بسيرته بأس، وكتب إليه بموت معاوية وأن يبعث إلى هؤلاء الرهط فيأخذهم بالبيعة، قال: فقدمت المدينة ليلا فاستأذنت على الوليد، فلما قرأ كتاب يزيد بموت معاوية جزع جزعا شديدا وجعل يقوم ويرمي بنفسه على فراشه ثم بعث إلى مروان فجاءه وعليه قميص أبيض وملاءة مورّدة لبيسة، فنعى إليه معاوية وأعلمه أنّ يزيد بعث إليه بأخذ البيعة على هؤلاء الرهط، فترحّم مروان على معاوية ثم قال: ابعث إلى النفر الساعة فادعهم إلى البيعة، فإن بايعوا وإلا فاضرب أعناقهم، فقال الوليد: يا سبحان الله أقتل الحسين وعبد الله بن الزبير؟! قال: هو ما قلت لك، فبعث إلى الحسين وابن الزبير وابن عمر وابن مطيع، فجاء الحسين أوّلهم وعليه قميص قوهّي وإزار مصبوغ بزعفران، وهو مطلق إزاره، فسلم ثم جلس، ثم جاء عبد الله بن الزبير في ثوبين غليظين مشمّرا إلى نصف ساقه فسلّم وجلس، ثم جاء عبد الله بن مطيع فإذا رجل ثائر الشعر أحمر العينين فسلّم ثم جلس، فحمد الوليد الله وأثنى عليه، ثم نعى معاوية ودعاهم إلى بيعة يزيد، فبدر ابن الزبير بالكلام وكأنّه خاف أن يهنوا، ثم ترحمّ على معاوية ودعا له، ثم ذكر الوليد فجزّاه خيرا فقال:

وليتنا فأحسنت ولايتنا ووصلت أرحامنا، وقد علمت الذي كان منّا في بيعة يزيد، وأنّه قد احتمل ذلك علينا، ومتى بايعنا والباب مغلق علينا تخوّفنا أن لا يذهب ذلك ما في قلبه، فإن رأيت أن تصل أرحامنا وتحسن فيما بيننا وبينك فتخلّي سبيلنا ثم تأمر فينادى الصلاة جامعة وتصعد المنبر فنأتي فنبايع