قال فتنازع زيد بن علي بن الحسين وعبد الله بن الحسن في صدقات علي بن أبي طالب ووصيته، فقال حسن لزيد: يا بن السندية الساحرة.
فقال له زيد: إنها لسندية وما كانت - بحمد الله - ساحرة ولكنها بقية عين التقية ولقد صبرت بعد وفاة سيدها فما تعيّب بأنها إذ لم تصبر مثل غيرها ولكن تذكر ابن الضحاك وأمّك تبعث إليه معك بالعلك الأحمر والأصفر والاخضر فتقول له: فمك فتطرح ذلك فيه.
فأتاها بنوها فأخبروها بقوله، فقالت: كنتم فتيانا فكنت أداريه فيكم وأمنّيه أن أتزوجه حتى كتبت إلى يزيد فعزله.
وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي قال: اجتمع زيد وعبد الله بن حسن عند هشام، فأعان عمر بن علي الاصغر زيد بن علي فقال له هشام:
ما بالك تخاصم عن غيرك ولا تتكلّم عن نفسك؟ فقال [عبد الله بن] حسن: يمنعه من ذلك خولة والرباب جرّتاه اللتان صب أبان بن عثمان ما فيها من نبيذ على رأسه في ولايته المدينة لعبد الملك بن مروان.
وذكر المدائني أن أبان حدّ عمر بن علي بالنبيذ، ضربه ثمانين، وقدم عمر مع أبان على الوليد بن عبد الملك يسأله أن يوليه صدقة علي. فقال: أنا لا أدخل على ولد فاطمة بنت رسول الله ﷺ غيرهم. ووصله فلم يقبل صلته.
وقال الواقدي: لما عزل عبد الرحمن بن الضحاك عن المدينة بكى ثم قال: والله ما أبكي جزعا من العزل؛ ولا أسفا على الولاية، ولكني أربأ