للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان لزيد ابن يقال له عيسى، مات بالكوفة.

وأما علي بن علي بن الحسين فكان يلقب الأفطس وله عقب.

حدثني بكر بن الهيثم، حدثني علي بن عبد الله المديني عن سفيان بن عيينة، عن ابراهيم بن ميسرة، عن طاوس عن ابن عباس قال: استشارني الحسين في الخروج فقلت: والله لولا أن يزري ذلك بي وبك لنشبت يدي في رأسك. فقال: والله لأن أقتل بمكان كذا وكذا أحب إلي من أن تستحل بي هذه الحرمة غدا.

حدثني يوسف بن موسى، ثنا حكام، أنبأ عمرو بن معروف عن ليث عن مجاهد قال: قال علي وهو بالكوفة: كيف أنتم إذا أتاكم أهل بيت نبيكم يحمل قويهم ضعيفهم؟. قالوا: نفعل ونفعل. فحرّك رأسه ثم قال:

توردون ثم تعردون (١)، ثم تطلبون البراءة ولا براءة لكم.

قالوا: وكان الحسين بن علي منكرا لصلح الحسن معاوية فلما وقع ذلك الصلح دخل جندب بن عبد الله الأزدي والمسيب بن نجبة الفزاري، وسليمان بن صرد الخزاعي، وسعيد بن عبد الله الحنفي على الحسين وهو قائم في قصر الكوفة يأمر غلمته بحمل المتاع ويستحثهم، فسلموا عليه فلما رأى ما بهم من الكآبة وسوء الهيئة، تكلم فقال: إن أمر الله كان قدرا مقدورا، إن أمر الله كان مفعولا. وذكر كراهته لذلك الصلح وقال: كنت طيّب النفس بالموت دونه ولكن أخي عزّهم علي وناشدني فأطعته وكأنما يحزّ أنفي بالمواسي ويشرّح قلبي بالمدى، وقد قال الله ﷿: ﴿فَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا﴾


(١) - عرد تعريدا: هرب. القاموس.