للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

﴿شَيْئاً وَ يَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً﴾ (١). وقال: ﴿وَ عَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ عَسى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَ هُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ وَ أَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ﴾ (٢).

فقال له جندب: والله ما بنا إلاّ أن تضاموا وتنتقصوا، فأمّا نحن فإنا نعلم أن القوم سيطلبون مودّتنا بكل ما قدروا عليه، ولكن حاشا لله أن نؤازر الظالمين ونظاهر المجرمين ونحن لكم شيعة ولهم عدو.

وقال سليمان بن صرد الخزاعي: إن هذا الكلام الذي كلمك به جندب هو الذي أردنا أن نكلمك به كلنا. فقال: رحمكم الله صدقتم وبررتم.

وعرض له سليمان بن صرد وسعيد بن عبد الله الحنفي بالرجوع عن الصلح فقال: هذا ما لا يكون ولا يصلح. قالوا: فمتى أنت سائر؟ قال:

غدا إن شاء الله. فلما سار خرجوا معه، فلما جاوزوا دير هند نظر الحسين إلى الكوفة فتمثل قول زميل بن أبير الفزاري، وهو ابن أم دينار:

فما عن قلى فارقت دار معاشر … هم المانعون باحتى وذماري

ولكنه ما حمّ لا بدّ واقع … نظار ترقّب ما يحمّ نظار

قالوا: ولما بايع الحسن معاوية ومضى، تلاقت الشيعة بإظهار الحسرة والندم على ترك القتال والإذعان بالبيعة، فخرجت إليه جماعة منهم فخطؤوه في الصلح وعرضوا له بنقض ذلك، فأباه وأجابهم بخلاف ما أرادوه عليه، ثم إنهم أتوا الحسين فعرضوا عليه ما قالوا للحسن وأخبروه بما ردّ عليهم فقال: قد كان صلح وكانت بيعة كنت لها كارها فانتظروا مادام هذا الرجل


(١) - سورة النساء - الآية:١٩.
(٢) - سورة البقرة - الآية:٢١٦.