حدثني أبو مسعود والعمري عن الهيثم وغيره، أن قوما من أصحاب أبي مسلم من أهل خراسان كانوا يقولون بتناسخ الأرواح، فيزعمون أن روح آدم ﵇ في عثمان بن نهيك، ويقولون إن أمير المؤمنين يرزقنا ويطعمنا ويسقينا فهو ربنا، وأنه لو شاء أن يسيّر الجبال لسارت، ولو أمرنا أن نستدبر القبلة لا ستدبرناها، وكانوا يطوفون حول قصر المنصور فيقولون قولا عظيما، فحبس المنصور منهم نحوا من مائتين من رؤسائهم، فغضب أصحابهم، وكان المنصور أمر أن لا يجتمعوا، فاتخذوا نعشا وأظهروا أن فيه امرأة ميتة، وملأوه سلاحا، ثم حملوه ومروا إلى باب السجن فأخرجوا أصحابهم وهم مائتان، وكانوا أربعمائة فتتاموا ستمائة، وقصدوا القصر فتنادى الناس وأغلقت أبواب المدينة.
وخرج المنصور يمشي من القصر ولم يكن عنده دابّة، فمن ذلك اليوم ارتبط فرسا في القصر يكون معه، فلما برز أمير المؤمنين أتي بدابة فركبها وقصد قصدهم، فجاء معن بن زائدة الشيباني حتى دنا منه ثم ترجّل وأخذ