للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمر حارثة بن صخر القيني]

قالوا: كان معاوية سيّر حارثة بن صخر إلى مصر، فلقي قوما من الخوارج فأمالوه إلى رأيهم فصار خارجيّا، وقدم العراق فأراد الخروج على زياد وتأهب لذلك، فبلغ ذلك زيادا فطلبه فهرب وقال:

تمنّاها ليلقانا زياد … سفاها والمنى طرف الضلال

فقلنا يا زياد دع الهوينا … وشمّر لا أبا لك للقتال

فإنّا لا نفرّ من المنايا … ولا ننحاش من ضرب النصال

ولكنّا نقيم لكم طعانا … وضربا يختلي هام الرجال (١)

فبعث زياد في طلبه شعيب بن زيد بن السائب، فدخل بلاد قضاعة فلم يقدر عليه لأنّهم منعوه، وكلّم فيه معاوية فآمنه، وكتب إلى زياد في الكفّ عنه فكفّ، ومضى مع مسلم بن عقبة إلى المدينة فقتل يوم الحرّة؛ وقال حين هرب:

سنلقح حربا يا بن حرب شديدة … وننتجها يتنا (٢) بسمر ذوابل

فما لزياد يحرق الناب ظالما … عليّ فإنّ الله ليس بغافل (٣)

في أبيات.

[أمر قريب بن مرة وزحاف بن زحر الطائي]

قالوا: ثمّ خرج قريب بن مرّة الأزدي، وزحّاف بن زحر الطائي وهما ابنا خالة في ثمانين - ويقال في ستّين، ويقال في سبعين - وأرادوا أن يولّوا


(١) - ديوان شعر الخوارج ص ٦١.
(٢) - اليتن: أن تخرج رجلا الجنين قبل رأسه. القاموس.
(٣) - ديوان شعر الخوارج ص ٦١.