وسمال بن الشحاج الأزدي في خمسمائة، ووجّه مهلهل بن صفوان، وعبد العزيز بن عبد الرحمن الأزدي في عشرة آلاف، فلقيهم ملبد فقتل منهم ألفا ومات ناس كثير عطشا وانهزموا، وأصاب ملبد متاعا كثيرا، فكانوا يبيعون الخرجة مقفلة لا يدرون ما فيها. فلما رأى المنصور ذلك جدّ في أمر ملبد فعقد لخازم بن خزيمة ووجّهه في ستة آلاف منتخبين، فسار خازم حتى نزل الموصل، وبلغ ملبدا خبره فتوجه نحوه وعبر دجلة يريد الموصل، وعلى طلائع خازم ومقدمته نضلة بن نعيم النهشلي، فلقيهم ملبد فهزمه أصحاب خازم واتبعوهم، ثم عطف عليهم ملبد فكشفهم فألقوا الحسك، وأمر خازم أصحابه بالنزول فنزلوا فلما رآهم الخوارج نزلوا أيضا، فلما اشتغلوا عن القتال أمر خازم أصحابه بالركوب فلم يشعر الخوارج إلا بالرماح في أكتافهم فقتلوا جميعا فلم ينج منهم أحد، وكان بين عسكر خازم وعسكر الخوارج مقدار ألفي ذراع. قال الشاعر:
لم يغن عن ملبّد تلبيده … إذ خازم في بأسه يكيده
أمر ظبي بن المسيّب بن فضالة العبدي
قالوا: خرج ظبي بن المسيّب في ثلاثة وعشرين رجلا وثلاث نسوة، ابنتين له وجارية سوداء، وعبد أسود فأتوا موقوع (١) ونزلوا الجلحاء، فوجه إليهم سفيان بن معاوية اسماعيل بن مسلم فوعظهم فبينا هو كذلك إذ طلعت عليهم الخيل مع عيسى بن عمرو بن أبي الجمل، ومعهم ناس من الزط، وعليهم العاقب الأزدي، فاقتتلوا فقتلوا جميعا، وبعث برؤوسهم إلى سفيان