للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فبايعوه فأتى مسلحة فيها بكار المروزي فقتله وأخذ سلاحا ودواب، ثم صار في مائتين فأتى الموصل فطرد عاملها عبد الحميد بن ربعي، ولقيه المهلب أبو الأزهر بقرب تكريت بعد حمله عبد الحميد وانصرافه فهزم أبا الأزهر، وبعث إليه زياد بن مشكان فلقيه بباجرمى فهزم زيادا وقتل تسعين من أصحابه وزياد في خمسة آلاف، فكتب إليه المنصور: «العجب كل العجب لمن يخاف ما لم يقض عليه أو يفرّ مما هو مصيبه وإني رأيتك هبت قتال عدوك وأنت في أضعاف رجاله وظننت أن فرارك يؤخر يومك ويزيد في عمرك، أفما علمت أنّ للعباد آجالا لا يستقدمون عنها ولا يستأخرون! فيا سبحان الله ما أعجزك وأضعف رأيك ورويتك، أطمعت في البقاء بعد نفاد عمرك أم تخوفت القتل قبل فناء مدتك حتى آثرت العار واخترت الفرار ورضيت بالشين في ضعف اليقين»؟ ويقال إنه وجّه الرّيان مولاه فانهزم، فكتب إليه بهذا الكتاب. وكتب المنصور إلى صالح بن صبيح يأمره بالمسير إلى ملبد فسار إليه، وكان على مقدمته ابرازخذاه في ألفين واتبعه صالح في أربعة آلاف، فواقع ملبد ابرازخذاه فقتله بين نصيبين ورأس العين وانهزم أصحابه، وهجم ملبد على عسكر صالح فحوى ما فيه.

وولى المنصور اسماعيل بن علي عمه الموصل، فوجه اسماعيل إلى ملبد قائدا في رابطة الموصل فقتله وهزم أصحابه. ثم ولى المنصور يزيد بن حاتم أذربيجان فعرض له ملبد في طريقه فقاتله فقتل من أصحاب يزيد ثمانمائة ونجا يزيد في قميصه راجلا حتى أتاه بعض من معه بدابة فركبها، وبعث إليه المنصور بمال فسار يزيد حتى أتى أردبيل. وأتى ملبد أذربيجان فبعث إليه المنصور روح بن حاتم في ثلاثة آلاف، والشمر بن عبيد الخزاعى في ألفين،