للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بكر: يا معشر المسلمين. نشدت الله رجلا أخذ قلادة الصبية إلاّ ردّها، فلم تردّ. فقال أبو بكر: إن الأمانة لعليلة.

قالوا: ولما توفي أبو بكر سمع أبو قحافة الهائعة (١) فقال:

ما هذا؟ قيل: توفي ابنك أبو بكر فقال: ، رزء جليل، فمن استخلف؟ قيل: ابن الخطاب. قال: صاحبه، فرضيت بنو عبد مناف به؟ قالوا: نعم. قال: يفعل الله ما يشاء.

وتوفي أبو قحافة في المحرم سنة أربع عشرة، وهو ابن سبع وتسعين سنة، وهو كان المنذر لأهل مكة حين أقبل الحبشي بالفيل.

وأسلمت أم الخير سلمى بنت صخر بن عمرو بن كعب بن معد، أم أبي بكر رضي الله تعالى عنهما، وكان إسلامها مع إسلام أبي قحافة، وقد كانت قبل ذلك مائلة إلى النبي ، وتوفيت فيما ذكر الواقدي قبل وفاة أبي بكر.

وقال الهيثم بن عدي، أخبرني هشام بن عروة عن أبيه أن أبا بكر لما توفي ورثه أبواه، وقالت أسماء بنت أبي بكر: دعاني أبي إلى الاسلام يوم أسلم فأسلمنا قبل أن يريم مجلسه، ولقد جاءني يوما وهو يبكي فقلنا:

ما يبكيك؟ فقال: ما لقي رسول الله من أبي جهل وابن الغيطلة (٢)، فجلسنا نبكي معه.

قالوا: ولما أسلم سعد بن أبي وقاص أتى أبا بكر فأخبره بما لقيه به رسول الله ، فسمعته أم رومان امرأة أبي بكر وهو يفاوضه أمر الاسلام،


(١) الهائعة: صوت الحزن المفزع والشديد. اللسان.
(٢) بالأصل: القبطية، وهو تصحيف صوابه ما أثبتناه.