قال الهيثم بن عدي: خرج على محمد بن مروان، وهو والي الجزيرة والموصل مطر بن عمران بالموصل، فقتلته خيل الموصل، وعليها ثوبان الحضرمي، وقد انحاز إلى باجرمى، فقتل بباجرمى وبعث ثوبان بأسراء من أصحابه إلى الحجاج فقتلهم، وكانوا يكرهون أن يقتلوا خارجيا بالجزيرة والشام مخافة أن تتخذ الخوارج ما هناك دار هجرة.
وقال المدائني: خرج مطر قبل خروج صالح بن مسرّح، فقتلته خيل محمد بن مروان بناحية باجرمى أو بدقوقا من أرض الموصل، فبلغ امرأته خبره وكان أهلها منعوها من الخروج فماتت أسفا، فقال الجعد بن أبي ضمام الدوسي:
أرى مطرا قد باع لله نفسه … بما ظلّ يعطى للشراة ويوعد
فأصبح قد نال الكرامة كلّها … بما كان يسعى في بغاها ويجهد
فإن يك قد لاقى مقادير قومه … فقد بان منّا الخاشع المتعبّد (١)