قالوا: ودعا معاوية سفيان بن عوف الأزدي ثم الغامدي؛ فسرّحه في ستة آلاف من أهل الشام ذوي بأس وأداة وأمره أن يلزم جانب الفرات الغربي حتى يأتي هيت فيغير على مسالح علي وأصحابه بها؛ وبنواحيها؛ ثم يأتي الأنبار فيفعل بها مثل ذلك حتى ينتهي إلى المدائن، وحذّره أن يقرب الكوفة، وقال له: إن الغارة تنخب قلوبهم وتكسر حدّهم وتقوي أنفس أوليائنا ومنّتهم، فشخص سفيان في الستة آلاف المضمومين إليه، فلما بلغ أهل هيت قربه منهم قطعوا الفرات إلى العبر الشرقي، فلم يجد بها أحدا، وأتى الأنبار فأغار عليها فقاتله من بها من قبل علي فأتى على كثير منهم، وأخذ أموال الناس وقتل أشرس بن حسان البكري عامل علي، ثم انصرف. وأتى عليا علج، فأخبره الخبر، وكان عليلا لا يمكنه الخطبة، فكتب كتابا قرئ على الناس، وقد أدني عليّ من السدة التي كان يخرج منها ليسمع القراءة، وكانت نسخة الكتاب:
أما بعد فإن الجهاد باب من أبواب الجنة، فمن تركه ألبس ثوب