من غزا بلادكم وأغار عليها في الإسلام، أنا الضحاك بن قيس أبو أنيس، قاتل ابن عميس فأتّقوني.
قالوا: وخطب عليّ وبلغه أن قوما ينتقصون أبا بكر وعمر ﵃، فذكر أبا بكر فقال: كان والله خير من بقي، شبهه رسول الله بميكائيل رحمة وبإبراهيم حلما ووقارا، فسار سيره رسول الله ﷺ حتى مضى.
رحمة الله على أبي بكر الصديق، ثم ولي عمر الأمر بعده واستشار المسلمين في ذلك فمنهم من رضي ومنهم من كره فكنت فيمن رضي فلم يفارق الدنيا حتى رضي به من كان كره فأقام الأمر على منهاج صاحبيه؛ يتبع آثارهما كاتباع الفصيل أمّه، وكان والله رحيما للضعفاء ناصرا للمظلومين شديدا على الظالمين، قويا في أمر الله لا يأخذه فيه لومة لائم ضرب الله بالحق على لسانه حتى كنا نظنّ ان ملكا ينطق على لسان عمر، شبهه رسول الله ﷺ بجبرائيل في غلظته في الأعداء، وللغيظ على الكفار فمن أحبني فليحبهما ولكنه إن من أبغضهما فقد أبغضني وأنا منه بريء ولو كنت تقدمت إلى القائل ما قال لعاقبته فإنه لا ينبغي العقوبة قبل التقدمة، فمن أتيت به يقول هذا القول جلّدته حدّ المفتري (١).
حدثني أبو مسعود الكوفي، عن أبيه، عن أبي بكر بن عياش، عن أبي حصين بمثله:
(١) - في هامش الأصل: قول علي في أبي بكر وعمر ﵃ وعن جميع الصحابة.