الله، قال: إن في رجليّ طينا وأكره أن أفسد بساطك وفراشك. قال:
الذي تريدني عليه أضرّ عليّ من فساد بساطي وفراشي، وكلمه يزيد فبايعه، ويقال إن هشام بن مصاد بايعه أيضا.
ورجع يزيد إلى دمشق على حمار، فنزل دار ثابت بن سليمان بن سعد الخشني، وكان على دمشق عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف فخاف الوباء، فخرج عن دمشق واستخلف عليها ابنه، وجعل على شرطته أبا العاج كثير بن عبد الله السلمي، فقيل له إن يزيد خارج عليكم فلم يصدق، وعزم يزيد على الخروج والظهور فأرسل إلى أصحابه بين المغرب والعشاء الآخرة من ليلة جمعة في سنة سبع وعشرين ومائة فمكثوا عند باب الفراديس بدمشق، ثم دخلوا المسجد فصلوا وفي المسجد حرس وقد وكلوا فيه بإخراج الناس منه بالليل، فلما قضى الناس الصلاة صاح بهم الحرس فخرجوا وتباطأ أصحاب يزيد فجعلوا يخرجونهم من باب ويدخلون في آخر حتى لم يبق في المسجد غيرهم وغير الحرس، ثم أخذوا الحرس، ومضى يزيد بن عنبسة إلى يزيد بن الوليد فأخذه بيده وقال: قم يا أمير المؤمنين راشدا مهديا، وابشر بعون الله ونصره، فقام وقال: اللهم إن كان هذا رضى فأعنّي عليه وسدّدني له، وإن لم يكن رضى فاصرفه عني بموت عاجل.
وأقبل في اثني عشر رجلا، فلما كان عند سوق الحمر أتاه أربعون رجلا من أصحابه فانضموا إليه، ثم لما كان عند سوق القمح لقيهم زهاء مائتي رجل فصاروا معهم، ثم مضى إلى المسجد وهو في مائتين ونيف وستين رجلا فدخله، وأتى أصحابه باب القصر فدقّوه وقالوا: رسل أمير المؤمنين الوليد