ففتح لهم فهجموا في القصر وأخذوا أبا العاج كثير بن عبد الله السلمي وهو سكران، وأخذوا خزّان بيت المال وصاحب البريد.
وأرسل يزيد بن الوليد من ليلته إلى عامل بعلبك وهو مولى لسعيد بن العاص فأخذ، وأرسل إلى عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف فأخذ، وأمر يزيد ألا تفتح أبواب المدينة إلا لمن نادى بشعاره، وأصاب أصحابه سلاحا كثيرا، وجاء أهل المزة، ولم ينتصف النهار حتى تتابع الناس إلى يزيد، وتمثّل يزيد:
إذا استنزلوا عنهنّ بالطعن أرقلوا … إلى الموت إرقال الجمال المصاعب
المدائني عن عمر بن مروان الكلبي عن زرّ بن ماجد قال: غدونا مع عبد الرحمن بن مصاد ونحن زهاء ألف وخمسمائة فلما انتهينا إلى باب الجابية وجدناه مغلقا ووجدنا عليه رسولا للوليد فقال: ما هذه الجماعة والأهبة، أما والله لأعلمنّ أمير المؤمنين - يعني الوليد - فقتله رجل من أهل المزة، فدخلنا من باب الجابية حتى وافينا المسجد الجامع، ودخلنا على يزيد فسلمنا عليه بالخلافة.
وكانت السكاسك في نحو ثلاثمائة فدخلوا من الباب الشرقي حتى دخلوا المسجد من باب جيرون، وأقبل يعقوب بن عمير بن هانئ في أهل داريا فدخلوا من الباب الصغير، وأقبل حميد بن حبيب اللخمي في أهل دير مرّان والأرزة فدخلوا من باب الفراديس، وأقبل ربعي وهشام الحارثي في جماعة من قومه ومن بني عذرة وسلامان فدخلوا من باب توما، وتوافت جموعهم وتتامّت فقال الشاعر: