للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[غارة عبد الرحمن بن قباث بن أشيم الكناني]

قالوا: وكان كميل بن زياد النخعي على هيت في جند من شيعة علي فلما أغار سفيان بن عوف على الأنبار، كان كميل قد أتى ناحية قرقيسيا لمواقعة قوم بلغه انهم قد أجمعوا على أن يغيروا على هيت ونواحيها، فقال:

أبدأهم قبل أن يبدأوني فإنه يقال: ابدأهم بالصراخ يفر. فاستخلف على هيت وشخص بجميع أصحابه، فلما قربهم جيش سفيان عبر أهل هيت ومن بقي بها من أصحاب كميل وكانوا خمسين رجلا، فأغضب ذلك عليا وأحفظه فكتب إليه: «إن تضييع المرء ما وليّ وتكلفه ما كفي عجز، وإن تركك عملك وتخطيّك إياه إلى قرقيسيا خطأ وجهل ورأي شعاع». ووجد عليه وقال: إنه لا عذر لك عندي، فكان كميل مقيما على نجوم (١) وغمّ لغضب عليّ؛ فبينا هو على ذلك إذ أتاه كتاب شبيب بن عامر الأزدي من نصيبين في رقعة كأنها لسان كلب يعلمه فيه أن عينا له كتب إليه يعلمه أن معاوية قد وجّه عبد الرحمن بن قباث نحو الجزيرة، وأنه لا يدري أيريد


(١) - تنجم: رعى النجوم من سهر أو عشق. القاموس.