للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

[فأما سعيد،]

فصحب النبي .

وقال الواقدي: سعيد أسنّ من أخيه عمرو بن حريث، ويقولون إنه شهد الفتح مع النبي وهو ابن خمس عشرة سنة وكان إسلامه قبل الفتح، وهو الذي قتل ابن خطل الأدرمي، وقسم النبي شيئا وجده في البيت فأعطاه منه. وتحوّل سعيد إلى الكوفة فنزل مع أخيه بها، وغزا خراسان، وزعموا أن غلمانه قتلوه بظهر الكوفة، ولا عقب له.

[وأما عمرو بن حريث]

فكان يكنى أبا سعيد.

قال أبو نعيم الفضل بن دكين: توفي سنة خمس وثمانين.

وقال الواقدي: توفي النبي وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وكان عمال العراق زياد وغيره يستخلفونه على الكوفة إذا خرجوا منها، ويتولى أمرهم وشرطهم إذا حضروها، وكان عمرو ابتاع سفطا كان للنخيرجان فربح فيه، فكان أول من اعتقد مالا عظيما بالكوفة وله بها عقب.

قال عبد الله بن همام السلولي يمدح عمرو بن حريث:

أبوك المنقّى من قريش زناده … وخالك زاد المرملين هشام

وحيّ بني سهم إذا عدّ مجدهم … أصابك منه حارك (١) وسنام

حدثني هدبة بن خالد، ثنا أبو هلال، ثنا حميد بن هلال قال:

خطب عمرو بن حريث إلى عديّ بن حاتم الطائي ابنته، فقال عدي:

ما أنا بمزوّجك إلا على حكمي. ثم رجع عمرو إلى أصحابه فقال: امرأة من قريش أتزوجها على أربعة آلاف درهم أحب إلى من امرأة من طيّئ


(١) الحارك: أعلى الكاهل، وعظم مشرف من جانبيه، ومنبت أدنى العرف إلى الظهر الذي يأخذ به من يركبه. القاموس.