أتزوجها على حكم أبيها، قالوا: إن ذاك كذاك، ثم عاد فخطبها فزوجه إياها على حكمه وقال له: ما حكمك؟ قال: أربعمائة وثمانون، سنّة رسول الله ﷺ اثنتا عشرة أوقية، والأوقية أربعون فبعث إليه عمرو بن حريث بأربعمائة وثمانين درهما مهرا، وبعشرة آلاف درهم سوى الصداق، وقال:
هي هدية.
قال أبو هلال: يقال ان ولد عمرو بن حريث من ابنه عديّ خير ولده.
حدثني أبو صالح الفراء الأنطاكي، حدثني أبو إسحاق الفزاري عن الشيباني عن سعيد بن جبير قال: اعتكفت في مسجد الحي، فأرسل إلي عمرو بن حريث، وهو أمير الكوفة يدعوني فلم آته، ثم أتيته فقال:
ما منعك من إتياننا؟ قلت: كنت معتكفا. فقال: وما على المعتكف يشهد الجمعة، ويعود المريض ويمشي مع الجنازة ويأتي الإمام.
حدثني عمر بن شبّة قال: قال خلف بن خليفة: أراني أبي عمرو بن حريث وأنا ابن ست سنين فرأيت عليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين يديه وطرفها الآخر خلفه، فقال الناس: هذا قد صلى خلف رسول الله ﷺ.
وروى سفيان بن عيينة عن خالد بن خالد قال: قال عمرو بن حريث: ما ظلمت في داري هذه أجيرا، وإن أصلها لمن عطية رسول الله ﷺ.
حدثني بكر بن الهيثم عن يحيى بن ضريس قاضي الري عن سفيان عن موسى بن أبي عائشة قال: رأيت عمرو بن حريث على المنبر يوم عرفة، والناس مجتمعون إليه يعظهم، ويقول: من تعزز بالمعصية أورثه الله الذلة.