للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كافرين، فأما عبيدة فقتله الزبير، وأمه صفية بنت المغيرة، وأما العاص فقتله عليّ بن أبي طالب وأمه هند بنت المغيرة.

[وخالد بن سعيد بن العاص]

ويكنى أبا سعيد وأمه ثقفية وكان قديم الإسلام، رأى في منامه كأنه وقف على شفير جهنم فذكر من نعتها ما الله به أعلم، ورأى كأن أباه جعل يدفعه فيها ورسول الله آخذ بحقوبيه لئلا يقع فيها، فلقي أبا بكر فأعلمه فقال له أبو بكر: تدرك خيراً، هذا رسول الله فاتبعه فإن الإسلام هو الذي يمنعك من الوقوع في النار، وأبوك واقع فيها فإن أطعته واتبعته كنت معه، فلقي خالد رسول الله فقال له: يا محمد إلى ما تدعو؟ فقال: إلى الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله وخلع ما أنت عليه من عبادة حجر لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا يعرف من عَبَده ممن لم يعبده، فقال خالد: فإني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فسرّ النبي بإسلامه. ويقال أنه رأى ناراً خرجت من زمزم فملأت الأفقين وسمع قائلاً يقول: هلكت اللات والعزى، فأتى النبي فقص عليه رؤياه ثم أسلم؛ ولما أسلم خالد تغيب، وبلغ أباه فأرسل في طلبه إلى الطائف فلم يوجد بها فأخبر أنه بأعلى مكة في شعب أبي دب الخزاعي، فأرسل إليه أبان وعمراً أخويه ورافعاً مولاه فوجدوه قائماً يصلي، فأتوه به فأنبه وبكته وضربه بعصاً كانت معه حتى كسرها وقال: اتبعت محمداً وأنت ترى خلافة لقومه وما جاء به من عيب آلهتهم والزري (١) على من مضى من آبائهم، وزعمه


(١) بهامش الأصل: "والازراء".