أن بعد موتهم ناراً يخلدون فيها، فقال خالد: قد اتبعته وهو والله صادق، فقال: أو تصدقه أيضاً؟ فحدثه رؤياه فشتمه أبو أحيحة وقال: اذهب يالكع حيث شئت فوالله لأمنعنك القوت، وأمر بنيه أن لا يكلموه، ولقي أبا سفيان بن حرب فقال له: هدمت شرفك، قال: بل شيدته وعمرته، فقال: أنت غلام حدث ولو بُسط عليك العذاب لأقصرت، فانصرف خالد فلزم رسول الله ﷺ، وكثر تأنيب قريش له، ودخل أبو جهل على أبي أحيحة فقال له: والله أضعفت أم ضجعت الرأي أم أدركت المنافية، فقال أبو أحيحة. والله لقد غاظني أمر محمد وإنه لأوسطنا نسباً، ولقد نشأ صادق الحديث مؤدياً للأمانة، ولقد جاء بدينٍ مُحدثٍ فرق به جماعتنا وشتت أمرنا وأذهب بهاءنا، ولئن صدقني ظني فيه ليخرجن إلى قوم يقوى بهم علينا، فقال أبو جهل: لا تقل هذا فما الفرج لنا إلا في خروجه عنا وتحوله من دارنا حتى تعود أُلفتنا.
وروي عن أم خالد بنت خالد بن سعيد أنها قالت: كان أبي خامساً في الإسلام، تقدمه ابن أبي طالب وزيد بن حارثة وابن أبي قحافة وسعد بن أبي وقاص.
قالوا: وقدم عثمان بن الحويرث بن أسد بن عبد العزى بن قصي على قيصر، وكان قد رفض الأوثان ومات على النصرانية، فكان ترجمان قيصر يحرف ما يقول له عثمان فلا يرى عند قيصر ما يحب، فبينا هو يمر يوماً في مدينة قيصر إذ سمع رجلاً في زي الروم يتكلم بالعربية وينشد بيتاً فقال له: يا هذا ممن أنت؟ قال: أنا عربي من بني أسد فاكتم ما سمعت، فشكا إليه جفوة قيصر فقال: قد بلغني خبرك، وإنما تؤتى من الترجمان، فدخل عثمان