عمرو بن سعيد بن العاص ويكنى أبا عتبة، سمع قول أخيه خالد ودعاه إلى الإسلام، فأتى رسول الله ﷺ فأسلم، وهاجر خلد وعمرو إلى أرض الحبشة وأقاما بها حتى قدما مع أصحاب السفينتين حين قدم جعفر بن أبي طالب، فوافوا رسول الله ﷺ بخيبر، وكلم رسول الله ﷺ المسلمين في خالد وعمرو فأسهموا لهما في الغنيمة.
ويقال إن خالداً هاجر إلى الحبشة ثم أتى عمرو النبي ﷺ فأسلم ولحق بخالد بالحبشة، وولى رسول الله ﷺ خالداً صدقات اليمن، ويقال: ولاه أمر بني زبيد خاصة، فتوفي رسول الله ﷺ وهو باليمن وقدم منها بعد أن بويع أبو بكر، فكان جالساً في بيته نحواً من ثلاثة أشهر، فمر عليه أبو بكر مظهراً وهو في داره فسلم فقال: أتحب أن أبايعك؟ قال أبو بكر: أحب أن تدخل فيما دخل فيه الناس، فقال له: موعدك العشية؛ فجاءه وهو على المنبر فبايعه، وكان قال حين قدم من اليمن لعلي وعثمان: أرضيتم يابني عبد مناف بأن يلي عليكم الأمر غيركم؟ فاحتملها أبو بكر، وحقدها عمر ﵃، واستشهد خالد يوم مرج الصفر بالشام، ويقال أنه استشهد يوم اليرموك، وكان ممن كتب لرسول الله ﷺ. ووهب عمرو بن معدي كرب لخالدٍ سيفه الصمصامة وقال:
حبوت به كريماً من قريشٍ … فسرَّ به وصين عن اللئام (١)
فأعطاه خالد خاتم ذهب كان عليه.
(١) شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي - ط. دمشق ١٩٧٤ ص ١٤٩.