للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ومن ولد أبي أحيحة.]

عمرو بن سعيد بن العاص ويكنى أبا عتبة، سمع قول أخيه خالد ودعاه إلى الإسلام، فأتى رسول الله فأسلم، وهاجر خلد وعمرو إلى أرض الحبشة وأقاما بها حتى قدما مع أصحاب السفينتين حين قدم جعفر بن أبي طالب، فوافوا رسول الله بخيبر، وكلم رسول الله المسلمين في خالد وعمرو فأسهموا لهما في الغنيمة.

ويقال إن خالداً هاجر إلى الحبشة ثم أتى عمرو النبي فأسلم ولحق بخالد بالحبشة، وولى رسول الله خالداً صدقات اليمن، ويقال: ولاه أمر بني زبيد خاصة، فتوفي رسول الله وهو باليمن وقدم منها بعد أن بويع أبو بكر، فكان جالساً في بيته نحواً من ثلاثة أشهر، فمر عليه أبو بكر مظهراً وهو في داره فسلم فقال: أتحب أن أبايعك؟ قال أبو بكر: أحب أن تدخل فيما دخل فيه الناس، فقال له: موعدك العشية؛ فجاءه وهو على المنبر فبايعه، وكان قال حين قدم من اليمن لعلي وعثمان: أرضيتم يابني عبد مناف بأن يلي عليكم الأمر غيركم؟ فاحتملها أبو بكر، وحقدها عمر ، واستشهد خالد يوم مرج الصفر بالشام، ويقال أنه استشهد يوم اليرموك، وكان ممن كتب لرسول الله . ووهب عمرو بن معدي كرب لخالدٍ سيفه الصمصامة وقال:

حبوت به كريماً من قريشٍ … فسرَّ به وصين عن اللئام (١)

فأعطاه خالد خاتم ذهب كان عليه.


(١) شعر عمرو بن معدي كرب الزبيدي - ط. دمشق ١٩٧٤ ص ١٤٩.