للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر ابن ملجم وأمر اصحابه ومقتل أمير المؤمنين علي بن أبي

طالب

المدائني عن مسلمة بن محارب، عن داود بن أبي هند:

عن الشعبي قال: حجّ ناس من الخوارج سنة تسع وثلاثين وقد اختلف عامل علي وأصحاب معاوية، فاصطلح الناس على شيبة بن عثمان، فلما انقضى الموسم أقام الخوارج مجاورين فقالوا: كان هذا البيت معظما في الجاهلية، جليل الشأن في الإسلام، وقد انتهك هؤلاء حرمته، فلو أن قوما شروا أنفسهم فقتلوا هذين الرجلين اللذين قد أفسدوا في الأرض، واستحلا حرمة هذا البيت استرحنا واستراحت الأمة، واختار الناس لأنفسهم إماما، فقال عبد الرحمن بن ملجم: أنا أكفيكم عليا، وقال الحجاج بن عبد الله الصريميّ - وهو البرك - أنا أقتل معاوية، وقال زاذويه مولى بني حارثة بن كعب بن العنبر - واسمه عمرو بن بكر-: والله ما عمرو بن العاص بدونهما؛ فأنا له، فتعاقدوا على ذلك، ثم إنهم اعتمروا عمرة رجب.

فقدم ابن ملجم الكوفة وجعل يكتم أمره؛ فتزوج قطام بنت علقمة من تيم الرباب - وكان علي قتل أخاها - فأخبرها بأمره، وكان أقام عندها ثلاث