فأمّا عبد الملك فولي الخلافة وسنذكر أخباره إن شاء الله.
[وأما معاوية بن مروان]
ويكنى أبا المغيرة، فكان من أحمق الناس، طار له بازيّ فأمر بغلق أبواب دمشق، ومرّ بحقل له وقد سمع أهل الشام يقولون: لا يفلح حقل لا يرى است صاحبه، فنزل وأحدث فيه.
ثم ركب ومرّ ذات يوم بديرانيّ وهو في غرفة له فصعد إليه فوجده يقرأ كتابا، فقال له: ما تقرأ؟ قال له: إنجيل وجعل الديرانيّ يقول مرّة بعد مرّة: حرّ، فقال له: أفي الإنجيل حرّ؟ قال: لا، ولكنّ حمارا لي يطحن أسفل هذه العليّة وفي عنقه جلجل، فإذا لم أسمع صوت الجلجل علمت أنه قد وقف فأزجره فقال له وما يدريك لعلّه يقف ثم يحرّك رأسه فقال الديرانيّ لو كان له مثل عقل الأمير لفعل هذا.
وقال يوما لعبد الملك: يا أمير المؤمنين متى يكون الأضحى في شهر رمضان؟ فغمز عبد الملك أبا الزعيزية فأقامه.